الكرة الشاملة
تكتيك الكرة الشاملة |
الكرة الشاملة هو مصطلح يطلق على خطة تكتيكية ذات أهمية في رياضة كرة القدم وتهدف على أن كل لاعب في الملعب (باستثناء حارس المرمى) يتولى القيام بإشغال مركز لاعب آخر من نفس الفريق.
متى تم تطبيق خطة الكرة الشامل؟
كانت الكرة الشاملة في ذروتها مع نادي أياكس أمستردام بين الأعوام 1969-1973 وتمّ استخدامها من قبل المنتخب الهولندي في كأس العالم 1974، يعود الفضل في إنشاء خطة الكرة الشاملة إلى مدرب هولندي شهير يدعى رينوس ميخلز والذي كان يدرّب فريق أياكس أمستردام والمنتخب الهولندي في ذاك الوقت.
في الكرة الشاملة إذا غيّر أحد اللاعبين مركزه، يتم تغطية مركزه من طرف لاعب آخر من نفس الفريق، وبهذه الطريقة يتم الحفاظ على نفس الخطة التكتيكية المرسومة من قبل المدرّب.
وإذا نظرنا إلى هذا الأسلوب الكروي المرِن، سنستنتج أنه لا يوجد مركز ثابت لأي لاعب في الملعب باستثناء حارس المرمى فكل لاعب يستطيع أن يتحوّل بنجاح إلى مهاجم أو لاعب وسط أو حتى مدافع.
نجاح الكرة الشاملة يعتمد بشكل كبير على مدى تأقلم كل لاعب في الفريق وبالتحديد القدرة على تغيير المراكز بسرعة وفقًا لحالة اللعب, نظرية اللعب هذه تتطلب من اللاعبين تغطية أكثر من مركز بأريحية,ولذلك فهي تستدعي قدرة جسدية قوية وتقنية عالية منهم.
مقالة مفصلة عن كاس العالم 1974:
مفهوم الكرة الشاملة
الكرة الـشـاملة هي التي تعتمد على دفاع المنطقة وضغط متواصل على الخصم وتكامل بين خطوطه الثلاثة اي ان الكل يهاجم ويدافع في أنٍ واحد. في الكرة الشاملة إذا غيّر أحد اللاعبين مركزه; يتم تغطية مركزه السابق من قبل لاعب آخر من نفس الفريق; وبهذه الطريقة يتم الحفاظ على نفس الهيكل التشكيلي المرسوم من قبل المدرّب.
الكرة الشاملة مع اياكس أمستردام
في مطلع السبعينات قدم فريق أياكس أمستردام من خلال خطة الكرة لشاملة أحد أفضل عروضه الكروية إطلاقًا استطاع تحقيق العلامة الكاملة في ملعبه (فاز في 46 مباراة) في موسمين متتاليين 1971-1972، 1972-1973، وتلقى هزيمة واحدة فقط في موسم 1971-1972، بالإضافة لتحقيقه خمسة ألقاب عام 1972 (الدوري الهولندي، كأس هولندا، الكأس الأوروبية، السوبر الأوروبي، كأس الإنتركونتيننتال).
مقالة مفصلة عن اياكس امستردام:
تاريخ الكرة الشاملة
تم تأسيس الكرة الشاملة في المجر حيث أحدث ظهورها ثورة في رياضة كرة القدم في الخمسينات. فالمجريون قعدوا لخطة الكرة الشاملة وهيمن منتخبهم (المنتخب المجري الذهبي ذاك الوقت) عالميًا.
جاك رينولدز هو أول من سلّط الضوء على هذا النظام وبدأ تحديد خطواته التكتيكية، وهو أول من كتب عن انسيابية هذا الأسلوب في اللعب، وخلفه رينوس ميخلز الذي تدرّب تحت يدي رينولدز الذي أصبح مدربًا لأياكس أمستردام وطوّر هذا الأسلوب الذي أصبح يعرف بالكرة الشاملة حاليًا فاستخدمه في تدريبات كل من فريق أياكس أمستردام والمنتخب الهولندي في السبعينات ثم قام ستيفن كوفاكس بتحسين هذا الأسلوب بعد انتقال ميخلز لنادي برشلونة الإسباني. والجدير بالذكر أن المهاجم و المدرب الهولندي يوهان كرويف كان أفضل ممثل لهذا الأسلوب.
يوهان كرويف
على الرغم من أن يوهان كرويف تم تعيينه كرأس حربة الا أنه كان يتجوّل كثيرًا في الملعب، كان يظهر في أي مكان يمكن إحداث الضرر فيه للفريق المقابل، هذا أدى لظهور الحاجة بتعيين نظام فعّال مثل الكرة الشاملة.
زملاء كرويف في الملعب كيّفوا أنفسهم مع تحركات يوهان كرويف، كانوا يغيرون مراكزهم بانتظام بحيث لا يبقى أي دور تكتيكي في الملعب دون أن يشغله أحد، موضوع المساحة وخلقها كان روح خطة الكرة الشاملة.
باري هولسوف مدافع أياكس في ذاك الوقت، شرح كيف استخدموا هذا الموضوع لصالحهم عند فوزهم بالكأس الأوروبية في سنوات 1971-1972-1973.
مقالة مفصلة عن يوهان كرويف:
"لقد ناقشنا أهمية المساحة طوال الوقت. كرويف كان دائمًا يتحدث عن أين يجب على الشخص الركض وأين يجب عليه الوقوف. ومتى يجب عليه عدم التحرّك".
تغيير المراكز المتواصل الذي عُرّف بالكرة الشاملة، تواجد بسبب هذا الوعي عن خلق المساحة وأهميتها.
يقول هولسوف:
"كان مبدأ الكرة الشاملة يتمحور حول خلق المساحة وإشغالها وتنظيمها وكأنك مهندس معماري على أرضية الملعب".
تطوير أسلوب الكرة الشاملة
تطوير أسلوب الكرة الشاملة جاء بمجهود فردي وجماعي، فهو لا يعود للمدرب رينوس ميخلز أو لستيفن كوفاكس الذي خَلفه أو حتى ليوهان كرويف.
كرويف لخّص فلسفته بالنسبة للكرة الشاملة بقوله:
"كرة القدم بسيطة، لكن لعبها ببساطة هو أصعب ما في الأمر".
نجاح الكرة الشاملة
نهائي الكأس الأوروبية 1972 كشف عن أفضل نجاح للكرة الشاملة. بعد فوز أياكس أمستردام على إنتر ميلان بنتيجة 2-0، بدأت الصحف الأوروبية بالإعلان عن "وفاة الكاتيناتشيو". الصحيفة الهولندية ألخمين صرحت بقولها:
" لقد تداعت منظومة إنتر ميلان تم القضاء على الكرة الدفاعية".
أسلوب الكرة الشاملة في المنتخب الهولندي
عُيّن رينوس ميخلز من قبل الاتحاد الهولندي لكرة القدم لتدريب المنتخب في كأس العالم 1974. معظم اللاعبون الذين تم استدعاءهم مع المنتخب كانوا من فريقي أياكس أمستردام و فينورد، ولكن روب رنسنبرينك كان يعد استثناء فقد لعب لعدة أندية في الدولة المجاورة بلجيكا، لذلك لم يكن ملمًا بالكرة الشاملة.
لكنه اختير مع المنتخب الهولندي وتأقلم جيدًا مع هذا الأسلوب، وخلال هذه البطولة استطاع المنتخب الهولندي أن يتخطى أول جولتين بنجاح.
فاستطاعوا هزيمة كل من المنتخب الأرجنتيني بنتيجة 4-0 ومنتخب ألمانيا الشرقية بنتيجة 2-0 والمنتخب البرازيلي بنتيجة 2-0 وعبروا من خلال هذه النتائج لمقابلة مستضيف البطولة في النهائي منتخب ألمانيا الغربية.
نهائي كاس العالم 1974
في نهائي كأس العالم 1974 بدأ كرويف بركلة البداية وتناقلت الكرة بين زملاءه بالفريق 13 مرة قبل أن تصل إليه مجددًا ليركض فيها مراوغًا برتي فوغتس، ليتحصل على خطأ بعد تدخّل من اللاعب الألماني أولي هونيس.حكم المباراة أعطى الفريق الهولندي ركلة جزاء، تكفّل بها يوهان نيسكنز ليرفع كفة فريقه بنتيجة 1-0 بعد مرور 80 ثانية فقط من اللعب ومع عدم تمكن أي لاعب ألماني من لمس الكرة.
في الشوط الثاني تقلص دور كرويف في المباراة نتيجة للمراقبة الفعّالة من بيرتي فوغتز. بينما فرانز بيكنباور وأولي هونيب وفولفغانغ أوفرات هيمنوا على وسط الملعب وتسببوا في فوز منتخبهم الألماني بنتيجة 1-2 في النهاية.
من الذي اخترع الكرة الشاملة؟
ينسب إلى منتخب النمسا في الثلاثينيات بداية منشأ أسلوب الكرة الشاملة في بعض الأوساط الرياضية. وجود لاعب نمساوي سابق لعب في فترة الأربعينيات والخمسينيات وهو إرنست هابل كمدرب في هولندا في نهاية الستينيات ومطلع السبعينيات لا يعد صدفةً.
قدم هابل أسلوب كروّي صارم مع كل من فريقي أدو دين هاغ وفينورد ودرّب المنتخب الهولندي في كأس العالم 1978 عندما أخذوا وصافة البطولة مجددًا.
دولة المجر أيضًا كان لها دورٌ كبير في خلق الأسس التكتيكية للكرة الشاملة في الخمسينيات، وقتها سيطروا على الكرة العالمية بالفريق الذهبي الاستثنائي الذي مثّلهم والذي كان يملك عدة أساطير من ضمنهم بوشكاش.
الفرق بين الكرة الشاملة والتيكي تاكا
غالبًا ما يصف البعض أي كرة هجومية بالكرة الشاملة ولكن الكرة الشاملة في أكمل صورها تكون استباقية في تقدمها ولا تعتمد على المرتدة لتكوين هجماتها فهي مبنيّة على تبادل المراكز المستمر والضغط المكثّف.
نادي برشلونة والمنتخب الإسباني يلعبون بأسلوب كروي يُعرف بـ"التيكي تاكا" والذي يحمل جذوره من الكرة الشاملة وهو الأسلوب الذي رسّخه يوهان كرويف في فترته التدريبية مع فريق برشلونة الإسباني بين الأعوام 1988-1995 وتطوّر إلى وقتنا الحاضر وأصبح يسمى بالتيكي تاكا.
هذا النظام المطوّر تم استخدامه سابقا من قبل فريق برشلونة بقيادة المدرب بيب غوارديولا بالإضافة إلى المنتخب الإسباني الفائز بكأس الأمم الأوروبية 2008 بقيادة المدرب لويس أراغونيس وكأس العالم 2010 وكأس الأمم الأوروبية 2012 بقيادة المدرب فيسنتي ديل بوسكي.
يختلف أسلوب التيكي تاكا عن الكرة الشاملة بأنه يكثف تركيزه على مداورة الكرة في الملعب وتمريرها بدلا من تبادل المراكز بين اللاعبين.
*
المنشورات ذات صلة:
ملاحظة مهمة:
يمكنك متابعة موقع موسوعة كاس العالم الذي يحضى بمتابعة رائعة لكاس العالم والذي يقدم لكم كل ما يخص كاس العالم من نهائيات كاس العالم ، تاريخ كاس العالم ، نهائي كاس العالم ، هداف كاس العالم ، نتائج كاس العالم ، منتخبات كاس العالم ، اساطير كاس العالم ، فيديوهات المونديال ، احصائيات كاس العالم ، اخبار كاس العالم ، ونحن نعمل على تقديم المعلومة الصادقة والموثوقة.
بعض المواقع تقوم بنسخ محتوانا دون ذكر المصدر فارجو منها ذكر المصدر الاصلي للمقال. وشكرا
ويمكنكم التواصل معنا عبر صفحتنا بالفايسبوك: كاس العالم
ويمكنك الاشتراك معنا على خدمة اخبار جوجل حتى تبقى على اطلاع بكافة المستجدات: اخبار جوجل.